إطار مقترح لتحليل جودة الحياة للمجتمعات المرتبطة بالنشاط السياحي لتوجيه صانعي القرار للارتقاء البيئي العمراني بتلك المناطق (بالتطبيق على مدينة كرداسة)

نوع المستند : Original Article

المؤلفون

1 قسم التخطيط البيئي والبنية الأساسية - كلية التخطيط الإقليمي والعمراني - جامعة القاهرة.

2 قسم التخطيط البيئي والبنية الأساسية - كلية التخطيط الإقليمي والعمراني - جامعة القاهرة .

المستخلص

اليوم، يعيش معظم سكان العالم في المدن والمناطق الحضرية. لذلك، فإن الاهتمام بنوعية الحياة في المدن هو السبب الرئيسي وراء بدء العلماء باستخدام مصطلح جودة الحياة بالبيئة العمرانية لمناقشة القضايا المتعلقة بالحياة المعاصرة في المجتمعات الحديثة. ومن هنا فكان أساس العديد من الدراسات هو أن خصائص البيئة الحضرية والظروف المادية يمكن أن تؤثر على درجة الرضا السكان عن جودة الحياة بالبيئة العمرانية. (Bloch-Jorgensen، 2018)، فتعد عملية تنمية وتطوير المجتمعات العمرانية أساساً لمعالجة مشكلاته، وسابقا كان من الصعب معرفة إن كان هذا التطوير يؤثر إيجابيا في جودة الحياة أم لا لعدم وجود المؤشرات الخاصة بها، أما في الوقت الحالي فتم تحديد المداخل التي تحدد المدخلات لتحليل عناصر جودة البيئة العمرانية. ويعتبر مدخل جودة الحياة من المداخل التي تنظر للأمور بصورة شمولية لأن هدفه تحليل مجموعة من العوامل التي تعكس الحالة الاجتماعية، النفسية، الاقتصادية، والعمرانية، والثقافة، والبيئية للسكان المحليين لتوجيه عملية التقييم إن كان قد حدث أو بدأ حدوث تغيير في هذه التجمعات تجاه التنمية المستدامة  (Jones، 2002) . (Bloch-Jorgensen، 2018)
تناول البحث الإشكالية عن طريق تحديد هدف أساسي يتمثل في الكشف عن الاطار النظري المتكامل الذي يتضمن مفهوم جودة الحياة بالبيئة العمرانية وأدوات ونظريات ومداخل تحليل لمفهوم وموضوعات جودة الحياة بالبيئة العمرانية بالتجمعات السياحية لتوجيه صانعي القرار عند تحديث المخططات العمرانية بتلك المناطق.
ينطلق البحث من التطور التاريخي لمفهوم جودة الحياة ومن ثم التوصل إلى الأدوات والنظريات الأساسية لتحليل جودة الحياة بالبيئة العمرانية لتحديد أكثر الأداة ملائمة لتحليل جودة الحياة بالبيئة العمرانية. ثم يناقش البحث أهم الدراسات التي تناولت جودة الحياة للوصول الى أهم الموضوعات الرئيسية عند تحليل جودة الحياة بالبيئة العمرانية ومن وتحديد النموذج المناسب لتحليل جودة الحياة وهو نموذج “الإنسان – المكان – النشاط " وذلك لشـــموليته في تحليل مفهوم جودة الحياة، فهو نموذج تعتمد عليه العديد من الدراسات التخطيطية لتحليل العلاقات والتشابكات بين المكان والنشاط والإنسان في تحقيق جودة الحياة وأكثر ارتباطا بمجال التخطيط العمراني والتنمية العمرانية المستدامة. ثم المداخل المتبعة عالميا في تحليل النشاط لجودة الحياة بالتجمعات السياحية للوصول إلى أكثر المداخل الملائمة التي توجه تحليل جودة الحياة بخصوصية حالتها كنشاط سياحي ، ومن هنا نتمكن من اقتراح اطار متشابك لتحليل جودة الحياة بالتجمعات السياحية .واختبار نتائج التطبيق على مدينة كرداسة كإحدى المدن التي تتمتع بنشاط سياحي مميز .أظهرت نتائج التحليل نجاح التشابك بين الأداة والمدخل في تحليل جودة الحياة بالبيئة العمرانية كمنطقة سياحي ومرونة تلك الإطار حيث أنه بتغير النشاط قد يتم تغيير المدخل الذي يوجه عملية التحليل لجودة الحياة بتلك التجمعات، وهي من إحدي طرق التحليل الموجه لصانعي ومتخذي القرارات في وضع السياسات والآليات للتنمية العمرانية المستدامة تبعا للتحديات والمتغيرات بتلك المناطق.